فهرس المحتويات

الأحد، 26 فبراير 2017

الدين و الإرهاب- معضلة التسييس و الاستغلال

الدين و الإرهاب- معضلة التسييس و الاستغلال
 رسلان عامر


 

   الكتابة عن قضية مرتبطة بالدين هي قضية شديدة الحساسية.. و بالأخص في حالة من الاستقطاب الحاد و التخندق الذي تشهده الساحة العربية بين التوجهات الإسلامية و التوجهات العلمانية، الذي تضاعف و تفاقم حدته الصراعات الدموية التي يـُستغل فيها الدين بأخطر و أبشع الأشكال، و مع تدني ثقافة الحوار في هذه الساحة يصبح الأمر أصعب،  فمثلا إن انتقدت الإسلاميين ، فسروا الأمر كتهجم على الدين الإسلامي، و  أشهروا بوجهك في أكثر الحالات سيف التكفير، و إن أنصفت الإسلام.. و تعاملت معه بموضوعية غضب كثير من العـَلمانيين و اعتبروا موقفك هذا مغازلة للحركات الإسلامية و تهاونا معها.. و لا يستبعد أن يقابلك الإسلاميون أنفسهم بالعداء معتبرين أنك – كعـَلماني - تتملقهم و تتزلف إليهم، هذا في الوقت الذي تنهش الجسد العربي فيه أنياب الفساد ، و تدوسه أقدام الطواغيت، و تتكالب عليه المصالح الإقليمية و الدولية بشكل مسعور، و  كلنا عموما نعاني اليوم من هذا أفظع العناء، لكن ثمة الكثير من الأصوات الداعية للحوار الحقيقي، و هذا المقال يضم صوته المتواضع لهم.

  و هذا المقال لا يدخل في أي جدل ديني، و لا علاقة له بأية قضية عقيدية، فالكلام هنا يتم عن قضايا و مسائل سياسية محض، و هو لا يسعى بتاتا للمس بهذا الدين أو هذا المذهب أو ذاك، و لا بتلك الطائفة أو تلك، و التعامل مع الدين يتم هنا بصفته الواقعية، أي كجزء من الواقع الاجتماعي و الثقافي المعاش بشريا، و كعامل فاعل و منفعل في علاقته مع بقية جوانب حياة الناس، أما مسألة سماوية هذا الدين أو وضعية ذاك، و كون هذا المذهب على حق أو ذاك على باطل، و ما شابه، فهي خارج نطاق ما يبحث فيه هذا المقال تماما!

  و بما أننا سنتعامل مع الدين هنا بالصفة التي يتحول فيها إلى واقع بشري، فأول ما سنقوم  به هو تقديم فكرة موجزة عن تفسير علماء الاجتماع و علم الأديان لنشأة الظاهرة، و في عجالة سنتحدث عن المحاور الرئيسة الأربع، التي تطرح كفرضيات تفسيرية لنشأة الدين في التاريخ البشري و هي:
  - التفسير المعرفي.
  - التفسير الفطري.
  - التفسير الوجودي.
  - التفسير النفعي.

1-    التفسير المعرفي:
يرى أصحاب هذا التفسير أن الجهل المعرفي كان وراء نشأة فكرة الآلهة، التي ارتبطت نشأة الدين بمحاولة استرضائها، فعقل الإنساني البدائي كان عاجزا عن فهم أسباب الظواهر الطبيعية التي كانت ترتبط بها حياة الإنسان كالضوء و المطر و ما شابه، و الظواهر التي تهدها كالفيضانات و البراكين و أمثالها، هذا بالإضافة إلى فضول الإنسان الذي يدفعه لفهم  حتى مظاهر الوجود التي لا ترتبط مباشرة بحياته، و هكذا وضع الإنسان إلها وراء كل ظاهرة من ظواهر الطبيعة، ثم سحب ذلك على المجتمع، ثم أخذ ينشئ طقوسا لاسترضاء الآلهة، طمعا بخيرها أو اتقاء لشهرها أو استلطافا لها، و هكذا نشأ الدين ثم تطور،  ليصل إلى فكرة الإله الواحد الذي يغني عن كل تلك الآلهة و يقوم وحده بكل وظائفها.

2-    التفسير الفطري:
 و فيه تفسر نشأة الدين بارتباطها بفطرة الإنسان المجبولة على الإحساس الطبيعي بالمقدس و العظيم، و إجلاله و محبته، و هذا الإحساس ينطلق من إدراك و وعي عظمة الكون بكل مظاهره المهيبة .. ليصل إلى ما ورائها، إلى خالق هذه العظمة، الذي يتجاوزها بعظمته و جلاله و قداسته، و لتحويل هذا الإحساس إلى فعل حياتي معاش ينشئ الإنسان الأديان.

3-     التفسير الوجودي:
و يرى أنصاره أن نشأة الدين تعود إلى إحساس الإنسان بعبثية وجوده و حياته و عمله، فكل عمل مصيره الدمار مهما طال الزمن، و الحياة مليئة بالظلم و الحرمان، و وجود الإنسان نفسه محكوم بالموت و الفناء، لذا أنشأ  الإنسان الدين.. ليتخلص به من عبثية الموت و الفناء و الظلم و الحرمان بخلق أفكار الخلود و النعيم و الحساب، التي  تقتضي عالما آخر هو السماء و حاكما ليس من هذا العالم هو الله!

4-    التفسير النفعي:
 و يرى من يقول به أن الدين وجد لغاية نفعية في المجتمعات الإنسانية، و هي تثبيت شرعية الحكم و القانون، فالبشر بحاجة لمن يحكمهم .. و لقانون يـُحكم به بينهم، و لكن أي شرعية أرضية لحاكم أو لقانون ستجد من يتحداها أو يتمرد عليها أو ينافسها، فطالما أن الحاكم بشر، و المشرّع بشر، يمكن لأي بشري آخر أن يخرج عليهما معتبرا أنه أحق و أقدر منهما على الحكم و التشريع، أما عندما يحكم الحاكم بتكليف  سماوي.. و تصبح الشريعة نفسها منزلة من السماء، فعندها لن يستطيع أي بشري تحدي سلطة و شريعة السماء.

   هذه التفاسير مستقرأة من الوظائف و الأدوار التي لعبها و مازال الدين يلعبها في حياة الأفراد و المجتمعات، و بالطبع معظم العلماء الذين يدرسون الظواهر و المظاهر الدينية في حياة الشعوب، لا يفسرونها في إطار أي من التفاسير المذكورة بمفرده، بل يعتبرونها ظاهرة  مركبة، معقدة لعبت العناصر السابقة كلها أدوارها المختلفة و المتفاوتة في نشأتها.
   و كما هو واضح مما سبق، يرتبط الدين بعدة عوامل أساسية في حياة الإنسان فردا و مجتمعا، و في تكوين الإنسان ذاتيا، سواء على الصعيد الفطري أو المعرفي أو النفسي أو السلوكي، و هذا ما أعطى الدين مكانة متصدرة في حياة البشر، و جعلت تداخله مع كل مجالات الحياة الأخرى أمرا محتما. 

  يلعب الدين أدوارا مختلفة في حياة الناس، من الروحي إلى الأخلاقي، و من الثقافي إلى المعرفي، فالتشريعي و السياسي، و العلاقة بين الدين و السياسة قديمة فدم التاريخ، و في العديد من الحضارات القديمة كان الحاكم يجمع بين وظيفه الملك و الكاهن الأعلى بنفس الوقت، و  علاقة الدين بالسياسة تنطبق على الأديان التي فيها تشريع و نظام حكم، و على الأديان ذات الطابع الفردي و التوجه الأخلاقي المحض، فربط الدين بالسياسة أمر لا مفر منه بسبب الوزن الهائل الذي يملكه الدين و المكان الشاسع الذي يشغله في حياة الأفراد و المجتمعات.. و أهميته للحاكم أو الطامع بالسلطان إن استغله لصالحه، و خطورته عليه إن استـُغل ضده، و الأمثلة على ارتباط الدين بالسياسة و على تسييس الدين كثيرة، فالدين الإسلامي مثلا فيه نظام حكم و شريعة، و المجتمع يجب أن يحكم من حيث المبدأ من قبل أمير للمؤمنين، و هو الخليفة الذي يجب أن يحكم بالشريعة المنزلة، و اليهودية بدورها أيضا ديانة تشريعية، فيما لا تعتبر المسيحية ديانة تشريعية، بل ديانة روحية موجهة  للفرد أكثر من المجتمع، لكن هذا لم يمنع بتاتا التداخل بين الدين المسيحي و السياسة و الحكم، فكل ملوك الغرب الأوروبي ذوي السلطة المطلقة كانوا يحكمون بموجب الحق الإلهي المزعوم .. الذي يفوضهم الله من خلاله بحكم شعوبهم، و كان الملوك في تلك الممالك مرتبطين  بالبابوية التي بموافقتها على ملكهم تصادق على شرعييه حكمهم و تباركه، و في بريطانيا كان و ما يزال الملك أو الملكة هو رأس الكنيسة الأنجليكانية حتى اليوم، و كذلك كان القيصر الروسي بلعب نفس الدور في الكنيسة الأرثوذوكسية الروسية.. إلى أن قـُضي على الحكم القيصري في روسيا عام 1917!
  أما عن استغلال الدين في السياسة فالأمثلة أكثر، ففيما يتعلق بالمسيحية.. يقول االعديد من علماء التاريخ أن الإمبراطور قسطنطين الذي جعل المسيحية ديانة رسمية للإمبراطورية الرومانية في القرن الميلادي الرابع، فعل ذلك لغاية سياسية محض، و هي استغلال المسيحية المنتشرة في الإمبراطورية الرومانية المفككة المتهالكة لإعادة روح الوحدة لهذه الإمبراطورية، و بعد ذلك بست قرون تقريبا.. تكرس الانفصال بين كنيسة روما الغربية ( الكاثوليكية) و كنيسة بيزنطة الشرقية (الأرثوذوكسية) بسبب الخلافات بين بابا روما و إمبراطور القسطنطينية، و رغبة الإمبراطور بالاستقلال النهائي عن سلطة البابا، و بعد ذلك بقليل استغلت المسيحية في الحملات الصليبية، و التي طالت  القسطنطينية وبيزنطة المسيحية الشرقية .. كما طالت القدس و العالم الإسلامي، أما إسلاميا  فكل الفتن التي ظهرت في الإسلام كانت وراءها السياسة، و أكثرية المذاهب الإسلامية نشأت لغايات سياسية و غلفت بالعقائد، و في العالم المعاصر ما تزال عملية تسييس و استغلال الدين قائمة على قدم وساق، فبالأمس القريب مثلا كانت أمريكا تخطط لإسقاط نظام كاسترو  في كوبا .. بظهورٍ كاذب مفتعل للسيد المسيح يـستغل فيه تدين الشعب الكوبي الكاثوليكي لإحداث انتفاضة ضد الحكم الشيوعي، و هذه الخطة فضح أمرها، أما في أفغانستان فقد دعمت أمريكا الحركات الإسلامية المسلحة ضد الشيوعيين، و روجت لهم في العالم الإسلامي كمجاهدين يحاربون الشيوعيين الكفرة، لكن بعد انهيار الاتحاد السوفييتي و ما تلاه من سقوط للحكم الشيوعي في كابول، تحول المجاهدون بالنسبة لأمريكا إلى إرهابيين لأن وجودهم لم يعد يتفق مع المصلحة الأمريكية، و ما تزال أمريكا حتى اليوم تخوض حربا مزعومة على الإرهاب للتغطية على مصالح أخرى، و هذا سنعود  إليه لاحقا، و حتى البوذية المسالمة تجد اليوم ديكتاتورا عسكريا يستغلها في ميانمار عبر ما يقتنيه من كهنة لإثارة فتنة بين البوذيين و مسلمي الروهنجا .. يصرف بها الأنظار عن ديكتاتوريته الفاسدة المهددة بالسقوط.

    إن قابلية الدين للتسييس ليست مرهونة بدين أو بآخر، و كذلك العنف بكل درجاته،  ففي التاريخ الأوروبي – مثلا – نجد عنفا دينيا قضى على طوائف دينية بالكامل، كطائفة الكثاريين في جنوب فرنسا ، التي قضى عليها الجيش البابوي بالتواطؤ مع الملك الفرنسي في القرن  الثالث عشر، عدا عن المذابح التي اقترفها الصليبيون  في شرقنا كمذبحة القدس و مذبحة عكا، و المذابح التي حدثت بين الكاثوليك و االبروتستانت بعد ذلك ببضعة قرون، و في التاريخ الهندي سحق الهندوس البوذية التي كانت في يوم من الأيام ديانة الهند الرسمية، وقضوا عليها تقريبا، بحيث لم يبق في الهند التي يقارب عدد سكانها المليار شخص اليوم سوى عشرة ملايين بوذي و نيف في شمال الهند! و هذه القابلية الدينية للتسييس يمكن استغلالها في صناعة الإرهاب في الظروف المنسبة.

   الإرهاب ليس صفة خاصة بدين دون سواه، و اليوم نرى حملة شعواء  ضد الإسلام بدعوى الإرهاب، و هذه الحملة لا تكون واقعية إلا بوجود من يجسدها على الأرض من جماعات إسلامية إرهابية بالفعل، هذه الجماعات الإسلامية وجودها لبس مرتبطا بطبيعة الإسلام بحد ذاتها كما يحلو للبعض تصوير الأمر إما جهلا أو نفاقا أو خدمة لغايات مغرضة، فالمشكلة الحقيقية هي في استفحال مدى التردي الثقافي و المعيشي بشكل عام في العالم العربي، و انعكاساتها على كافة الصعد و من منها الديني بكل تأكيد، و هذا الانحطاط يتحمل المسؤولية الأساسية فيه أنظمة القمع و الفساد، التي تمتص دماء شعوبها بفسادها و استغلالها من جهة  فتجعلهم فريسة لأحاسيس الغبن و الحرمان و النقمة، و تمنع عنهم بذلك وسائل الانفتاح المرتبطة بحياة الاكتفاء المادي مبقية إياهم في حالة الإنغلاق و التدني الثقافي ، و ليس هذا فحسب بل تعود لتضاعف تجهيلهم بمحاربتها المثقفين و السياسيين و الإعلاميين الحقيقيين تطفيشا و تهميشا و سجنا ..بل و تصفية في العديد من الأحيان، و تزيد الطين بلة بنشر حالة من الخوف و انعدام الأمان عبر أجهزنها القمعية البطشية، الني تزيد من حدة الإحساس بالحقد و النقمة عليها، و هكذا تصبح هذه البيئات جد مناسبة للتسييس  باسم الدين نتيجة تدينها الموروث و هذا بحد ذاته أمر طبيعي كتدين الهندوسي في الهند و الطاوي في الصين و البوذي في اليابان وسواها من جهة، و من جهة ثانية – وهنا مكمن الخطر-  نتيجة هشاشة و  تدني  مستوى ثقافتها .. و تفاقم إحساسها بالغبن و القهر و الحرمان و فقدان الأمان الذي تسببه سياسات القمع و الإفقار و التجهيل، هذا التسييس الذي يمكن دفعه في هذه الظروف المناسبة، و عند الحاجة بأي اتجاه.. بما فيه الإرهاب!

   كل دولة عربية هي من حيث المبدأ هي بيئة خصيبة لإنتاج الخامات المناسبة للإرهاب، و هذا مرتبط  كما سلف بانحطاط مستويات المعيشة فيها، سواء من الناحية الثقافية أو الاقتصادية أو  الاجتماعية و سواها، و كل دولة من هذه الدول تنتمي إلى محيط إقليمي فيه قوى إقليمية لها مصالحها المختلفة، كما تنتمي بدورها إلى العالم بقواه العالمية التي لها بدورها أيضا مصالحها المختلفة، و بالتالي فدائما يوجد من يمكنه في أية لحظة أن يستغل خامات الفقر و القهر و الجهل المتدنية، التي تحمل وزر و جرم إنتاجها الأنظمة الطغيانية العربية بشكل رئيس،  لصناعة بنىً  تكفيرية عنفيه مسلحة، و يستغلها لخدمة مصالحه سواء في تدمير هذه الدول نفسها .. أو في تمرير مخططات أخرى  قد تكون مرتبطة بتصدير أزماته الداخلية.. أو تصفية حساباته مع منافسين إقليميين أو دوليين، وهذا ما ينطبق على أمريكا –مثلا- في كلتا الحالتين، ففي سياساتها في الشرق الأوسط تستغل حالة التطرف الديني الموجودة و التي تساهم هي نفسها بإنتاجها مع الديكتاتوريات العربية، إما عبر دعم هذه الديكتاتوريات مباشرة، أو بدعم المتطرفين و الحركات المتطرفة بشتى السبل، و الغاية من ذلك هي خلق حالة من العنف المفرط المنظم على مستوى الفكر و الفعل، و المتجسد بمجموعة من التنظيمات التكفيرية المسلحة، التي يمكن استخدامها كذريعة لافتعال حرب مزعومة على الإرهاب على الساحة الدولية.. تصدّر من خلالها أزمتها الداخلية و تصرف جزءا أساسيا من أنظار شعبها إلى هذه الحرب، بدلا من أن تتركز هذه الأنظار على المشاكل و التناقضات الداخلية الموجودة فيها ، وبذلك تتفادى ما يمكن أن يترتب على ذلك من ردات فعل شعبية، هذا من ناحية، و من ناحية أخرى تخلق إمكانية استغلال هذه الحركات في تصفية الحسابات مع المنافسين الإقليمين و الدوليين كإيران و روسيا،  و من ناحية ثالثة تستغلها - عند الحاجة - لتوفير المزيد من الأمن لإسرائيل عبر تقويض المحيط العربي بالعنف و الاقتتال الداخلي، و الأنكى من ذلك أن الأنظمة العربية  نفسها تستمرئ هذه اللعبة و تشارك فيها في كثير من الأحيان .. و هي جاهزة لمحاربة أي تحرك شعبي ضدها بقمعه بأقصى درجات العنف و الوحشية تحت ذريعة محاربة الإرهاب، و الكلام أعلاه عن الدور الأمريكي الوازن في انتاج الإرهاب في المنطقة، لا يبرئ بقية الأطراف، فمثلا، الاتحاد السوفييتي نفسه كان يساهم بقسط هام في هذه العملية، لأنه بدوره كان يدعم الأنظمة الديكتاتورية الموالية له.. و الديكتاتورية – كما سلف – هي أهم العوامل المسببة للإرهاب، و روسيا اليوم تتابع بدورها نهج الاتحاد السوفييتي.

  الإرهاب لا دين له .. الإرهاب هو صناعة مشتركة يشترك في صنعها طواغيت الداخل و الجوار و العالم بين موفر للبيئة المناسبة للإرهاب.. و مستغل لها، و الشعوب و الأوطان هي من تدفع الثمن قتلا و تشريدا و دمارا.

20-10-2016

سوريا- السويداء

هذا المقال منشور على مجلة "صور"
على العنوان التالي:
http://suwar-magazine.org/aothur_article/رسلان-عامر/237/ar/1

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق